روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | إليك أخيتي الفاضيلة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > إليك أخيتي الفاضيلة


  إليك أخيتي الفاضيلة
     عدد مرات المشاهدة: 3492        عدد مرات الإرسال: 1

أحبتي في الله ... في كل مكان أهدي إليكم هذه الدرة الثمينة...وهذه الرسالة الغالية والتي نالت الجائزة الأولى للمسابقة التي نظمتها مجلة الدعوة من بين ستة آلاف رساله، نصيحة إلى امرأة متبرجة.... بثتها ذات خدْرٍ وخمار إلى مثيلاتها.....رسالة إلى .... عابرة سبيل.

أخيتي: أسطر لك هذه الكلمات بأوراق من الأشجان وحبر من الدموع ... مرجعي في ذلك الغيرة على هذا الدين ثم حب الخير لك.. ومن أعماق قلبي أحدثك حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء.

أخيتي عابرة سبيل ... وكلنا في هذه الدنيا عابرو سبيل ... ويوما ما سينقطع بنا المطاف لنصل إلى نهايته المحتومة ... فإما إلى جنة وإما إلى دار جحيم أجارني الله وإياك عنها ... آمين.

أختاه.. قد تعجبي من مقدمتي هذه وكيف أخاطبك وأنا لا أعرفك ولكني عملا بقوله صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة» وقوله «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» أجدني مضطرة لأن أوجه إليك هذا الحديث عل الله أن يلقي له قبولا في قلبك فما رأيته منك اليوم قد دمعت منه عيناي وتفطر له قلبي حزنا..عيون كحيلة ووجنات مصبوغة وعباءة ذات قماش ناعم على الكتف وآخر ومطرز ومزركش قد وضع على الرأس ليزيدك فتنة وجمالا و.. و..أختاه ... لا أشك أنك مسلمة ممن عبد الله وركع وسجد وتوضأ بنور الأيمان وممن يفتخرن بدين اسمه الإسلام ولكن أخيتي .... أيليق بمن آمنت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا أن يكون هذا حجابها؟ أيليق بمن هذه صفاتها أن تكشف وجهها أو تلبس عباءة قصيرة ومطرزة أو تتلثم أو تتعطر؟ أو تكثر الكلام مع الرجال أو تضحك وتمزح مع رفيقاتها في السوق بشكل يلفت النظر أو تقضي الساعات الطوال فيه دون حاجة لذلك؟ كلا والله لا يليق بمن أوصافها مثلك أن تفعل مثل هذا.

أختاه ... لا أبالغ إذا قلت إن عباءتك في حد ذاتها تصلح لأن تكون فستانا لسهرة وأنها تحتاج لما يسترها ويخفي زينتها ولو نطقت لقالت:

لا تلوموني فلست الملام *** واسألوا من أزال اللثام

وأرادني لافتتان لا إحتشام *** ولم يقتد بالأمهات الكرام

ألم تسمعي قول ربك جل جلاله: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور:31].

أنسيت أنك أمة من إمائه وأنك في قبضته وداره ولا سبيل لك إلا بإمتثال أمره وإجتناب نهيه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا} [الأحزاب:36].

أخيتي: لا أظن عاقلا يوقن بالجنة وما أعده الله فيها من نعيم ثم يأبى دخولها قال عليه الصلاة والسلام «صنفان من أهل النار لم أرهما» وذكر منهما: «ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها» صحيح مسلم.

فأسلك بالله حبيبتي: من هي الفتاة العاقلة التي لا تريد الجنة ولا رائحتها؟ إن كنت لا تعلمين أن التبرج من كبائر الذنوب التي حذر الرسول الكريم منها فإسمعي هذا الحديث: «ثلاثة لا تسأل عنهم وذكر منهم امرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم» أي: لا تسأل عنهم لأنهم من الهالكين رواه البخاري. في الأدب المفرد والحاكم وغيرهما صحيح الجامع.

فهل تختارين أختاه طريق الهلاك بإرادتك وإختيارك؟

أختي المؤمنة ... إن لم نلتزم نحن بالحجاب الشرعي في بلد التوحيد ومهبط الوحي ومهد الرسالات ومحط أنظار المسلمين في العالم فمن يلتزم به؟ وكيف يمكننا أن ندعو الآخرين إلى إحترام ديننا والدخول فيه ونحن نخالف أوامره ونستنكر تعاليمه؟.

أختي الكريمة .... أعلم أنك تريدين أن تظهري بالمظهر الحسن الجذاب أمام الناس وقد يكون ذلك عن حسن نية ... ولكن أما تعلمين أنك بتبرجك وسفورك تعرضين نفسك للفتن وتفتنين الآخرين أيرضيك أن تكوني وسيلة من وسائل الشيطان؟ هل ترضين أن تكوني سببا في وقوع مسلم في الحرام؟ أيسرك أن تكوني قدوة في الشر أو ممن سن في الإسلام سنة سيئة فكان عليه وزرها ووزر من تبعه إلى يوم القيامة؟ أما تدرين أن غاية ما يرجوه أصحاب القلوب المريضة هو أن يسلبوك عقلك ثم يبحثوا عن ضحية أخرى؟ فيا جوهرتي المصونة .... أحذرك أن تسيري في طريق التبرج والسفور فتتبعي خطوات الشيطان فتقع -الفاجعة- وتفقدين أعز ما تملكين ثم تركنين على هامش الحياة ... هذا مع الذكر المشين وسخط رب العالمين ....لا تستغربي أختاه .... فكثير ممن آل أمرهن إلى هذه النهاية المظلمة كانت بدايتهن نظرة محرمة أو مكالمة هاتفية أو عباءة مزركشة أو ... أو ...

أختي المسلمة .... إن كنت تريدين أن تكوني جميلة فإعلمي أن جمال المسلمة الحقيقي يكمن في حجابها وخلقها وحياؤها وطهرها ....إن حجابك هو إيمانك وحياؤك .....إن حجابك هو طهرك وعفافك ...إلى متى تغترين بشبهات أعداء الدين من العلمانيين والشهوانيين والمفسدين؟ إلى متى تعيشين في أسر شهوات النفس وأهوائها وضلالها المبين؟ أما تدرين أن هناك من يحيك لك الخطط لإخراجك عن دينك ويسلبك عفتك وطهارتك وحياؤك؟ لماذا ترضين أن تكوني فريسة سهلة لهم أو دمية بأيديهم يلبسونها ما شاءوا ويكيفونها على أي وضع أرادوا؟ اسمعي إلى أحد خبثائهم وهو يقول: امرأة متبرجة واحدة أشد على المسلمين من ألف مدفع، وآخر يقول: لا تستقيم حالة الشرق – أي لليهود – إلا إذا رفعت الفتاة الحجاب وغطت به القرآن.

كما لا يخفى عليك أخيتي مواقفهم المفضوحة في بلاد الغرب من المسلمات اللاتي بدأن يظهرن تمسكهن بدينهن وظهورهن بالزي المحتشم مما أثار حفائظهم وبخاصة الفرنسيون في قضية الحجاب على الرغم من أن نصوص قوانينهم تعطي الحق لأهل كل ديانة أن يلتزموا بديانتهم!! فأربأ بك أيتها العاقلة أن تكوني سهما في كنانة أعداء الملة يرمون به الإسلام وأنت لا تشعرين.

أيتها العاقلة .... إن كثيرا من النساء الغربيات ممن إستيقظت فطرهن بدأن يصرخن ويطالبن بنبذ الإختلاط وعودة المرأة إلى بيتها وممارستها لوظيفتها الأساسية في الحياة بعد أن عانين من ويلات وتبعات سفورهن وتبرجهن وإختلاطهن بالرجال .... هذا وهن كافرات لا يعرفن للفضيلة قيمة ولا معنى في الوقت الذي يشتد لهث نسائنا وراء المرأة الغربية وتقليدها في كل صغير وكبير فهل نريد أن نبدأ من حيث إنتهى الآخرون؟ أصحاب الباطل يتراجعون عن باطلهم ونحن مصرون على تقليدهم والجري خلفهم!! سبحان ربي العظيم!!

أيتها الفاضلة.. لقد ساد المسلمون العالم يوما من الدهر.. فأسألك بالله العظيم هل سادوه بحسن لباسهم ومظهرهم؟ أو بالزخرفة والزينة والنقوش والألوان؟ أو بآخر موضة من الأزياء ومتابعة آخر صرخة في عالم العطور وآخر قصة في عالم الشعر؟ كلا والذي لا إله غيره ما سادوا بذلك وإنما بتمسكهم بدينهم وتطبيقهم لشريعة ربهم.. يوم أن قرت نساؤهم في بيوتهن وتفرغن لتربية القادة الأبطال.. لا يوم أن خرجت المرأة من بيتها وتمردت على شريعة ربها وتنكرت لدينه باسم التمدن والتحضر!! لقد سادوا يوم أن أيقنوا أن عزتهم ليست بالمظهرية الجوفاء ولا بالتبعية الماسخة المذلة العمياء وإنما بالإسلام ... وبالإسلام وحده فقط فنحن أخيتي قوم كما قال عمر رضي الله عنه: كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله.

فيا أختي المسلمة إعرفي عظمة هذا الدين الذي تنتسبين إليه وإعلمي أن الله سبحانه إنما أمرك بالحجاب ليحفظ لك كرامتك وإنسانيتك وعفافك فهو الذي خلق الخلق وهو أعلم بمصالح عباده أين تكون {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.

حبيبتي وغاليتي.. راجعي نفسك أعيدي حساباتك قبل فوات الأوان.. وأعلمي أن لكل جواد كبوة ولكل ذنب مغفرة وسارعي إلى التوبة من جميع الذنوب والمعاصي وأقبلي على طاعة ربك واغمري هذه العباءة وهذا الحجاب المزيف بسيل من الدموع والتوبة ثم ألقيه خلفك كماض أسود كسوادك حين أراك لا يرى منك شيء طاعة للرب وكيدا لمن أرادك أن تخرجي عن فطرتك وتم رقي عن دينك... وختاما.. تذكري حالك إذا غسلت بسدر وحنوط وكفنت بخمسة أثواب هي كل ما تخرجين به من زينة الدنيا ...

الكاتب: غنية خلفان الغافري – الدمام.

المصدر: موقع همسات.